بعد أن ترجم المسلمون المؤلفات الفلكية للأمم التي سبقتهم صححوا بعضها ونقحوا
بعضها الآخر وزادوا عليها ، ولم يقفوا في علم الفلك عند حد النظريات بل تجاوزوا
ذلك إلى عمليات الرصد .
ويجمع علماء الفلك
اليوم على أهمية النتائج التي توصل إليها علماء الفلك المسلمون ومن هذه النتائج
:
* أن المسلمين أول من أثبت بالتجربة والمشاهدة والحساب
نظرية أن الأرض كروية .
* أن بعض علماء
المسلمين مثل "الفرغانى" و"ابن رسته" حسبوا أبعاد الشمس والقمر و"الزهرة"
و"المريخ" و"عطارد" و"زحل" و"المشترى" عن مركز الأرض ، وقدر "البتانى" أن بعد
الشمس في أبعد أفلاكها يساوى (1146) مرة مثل نصف قطر الأرض ، وفى أقرب مواقعها
تساوى (1070) مرة مثل نصف قطر الأرض ، وإذا كانت في متوسط بعدها فإنها تساوى
(1108) مرة ، وهذه الأرقام قريبة جدًّا من النتائج التي وصل إليها العلماء في
هذا العصر .
* قيام "الحسن بن
الهيثم" باختراع أول كاميرا في التاريخ ، وسماها "الخزانة المظلمة ذات الثقب"
وهى عبارة عن صندوق مطلي من الداخل باللون الأسود ، وبه ثقب من ناحية ، ولوح
خارجي مصنفر من الناحية الأخرى .
وقد استعمل علماء
الفلك المسلمون هذه الكاميرا في مراصدهم حيث تظهر على اللوح الزجاجي صور صافية
للنجوم والكواكب ، مما ساعد على معرفة نسبها وأحجامها وفى اكتشاف نجوم جديدة لا
تزال تحمل الأسماء العربية حتى اليوم .
* أنهم رسموا خرائط
ملونة للسماء ، وقد ألف "عبد الرحمن الصوفي" كتاباً بعنوان "صور الكواكب
الثابتة" عن النجوم الثوابت به خرائط مصورة ، وبين فيه مواضع ألف نجم، وكلها
رصدها بنفسه ، ووصفها وصفًا دقيقًا ، ووضع أقدارها من جديد بدقة متناهية تقترب
من التقديرات الحديثة .
* أنهم ابتكروا
تقاويم شمسية فاقت في ضبطها وإتقانها كل التقاويم السابقة ، وحسبوا أيام السنة
الشمسية بأنها ( 365) يوماً وست ساعات وتسع دقائق وعشر ثوانٍ ، وهو يختلف عن
الحساب الحديث بمقدار دقيقتين و(22) ثانية .
* أن "عباس بن فرناس"
العالم الأندلسي إلى جانب كونه أول مخترع للطائرة ، فهو أول مخترع للقبة
الفضائية ، فقد أقام في ساحة بيته قبة ضخمة جمع فيها النجوم والأفلاك ، والشهب
والنيازك والبرق والرعد ، وكان يزوره الولاة والعلماء والأعيان فيعجبون من
اختراعه هذا .
* ثمانية عشر عالماً
إسلاميًّا على سطح القمر :
وخير شاهد على فضل
علماء المسلمين وإنجازاتهم في علوم الفلك أن اختارت الهيئة الفلكية العالمية
ثمانية عشر عالمًا إسلاميًّا ، وقررت وضع أسمائهم على تضاريس القمر؛ اعترافًا
بفضلهم على أبحاث الفضاء ، وفى هبوط الإنسان على سطح القمر ومن هؤلاء :
"إبراهيم الفزارى" ،
"محمد الفرغانى" ، "أبو ريحان البيرونى" ، "جابر بن حيان" ، و"ابن بطوطة"
الرحالة المشهور ، و"عمر الخيام" الذي قام بأبحاث مهمة في مرصده حول دوران
الكواكب حول الشمس .
أشهر علماء الفلك
المسلمين
:
البتانى
: هو "محمد بن جابر بن سنان البتانى" ،
ولد في "بتان" من نواحي "حُرَّان" وإليها ينسب سنة (244ه) يعده كثيرون من
عباقرة العالم الذين وضعوا نظريات مهمة ، وأضافوا بحوثًا مبتكرة في الفلك
والجبر والمثلثات ، واشتهر برصد الكواكب والأجرام السماوية ، وعلى الرغم من أنه
لم تكن لديه آلات دقيقة كالتي يستعملها الفلكيون الآن ، فقد تمكن من إجراء
أرصاد لاتزال محل دهشة العلماء وإعجابهم ، وتوفى سنة (317 ه = 929م)
* ابن يونس
المصري : هو "على بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري" كان من مشاهير
الرياضيين والفلكيين الذين ظهروا بعد "البتانى" ، وقد عرف الفاطميون في مصر قدر
"ابن يونس" ، فأجزلوا له العطاء ، وبنوا له مرصداً على جبل المقطم ، وجهزوه بكل
ما يلزمه من الآلات والأدوات .
وابن يونس هو مخترع
"الرقاص" بندول الساعة ، وكان كثيرون يعتقدون أن هذا الاختراع
من ابتكار
العالم الإيطالي الشهير "جاليلو" المتوفى سنة (1642م) لكن هذا غير صحيح ، وقد
أثبت العلماء الأوربيون المنصفون هذا الاختراع أنه لابن يونس المصري .
* البيرونى
: هو "محمد بن أحمد أبو الريحان البيرونى" ، ولد سنة ( 362ه = 973م) في
"خوارزم" ، وعرف بأنه كان صاحب عقلية كبيرة ، ونبغ في كثير من العلوم وكانت له
ابتكارات وبحوث مستفيضة في الرياضيات والفلك والطبيعة .
وله في علم الفلك
إسهامات عظيمة ، فقد أشار إلى دوران الأرض على محورها ، وألف كتابًا في الفلك
يعد أشهر كتاب ظهر في القرن الخامس الهجري ، ووضع نظرية لاستخراج مقدار محيط
الأرض ، عرفت باسم "قاعدة البيرونى" وللبيرونى أكثر من (120) كتابًا ترجم بعضها
إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية وتوفى سنة ( 440ه = 1048م) .
ولا يزال علم الفلك
اليوم مليئًا بالمصطلحات وأسماء الكواكب والأبراج ذات الأصل العربي ، الأمر
الذي يشهد على فضل علماء المسلمين على هذا اليوم ، من ذلك :
الجدي
Algedi
فم الحوت
Famul - hout
سعد السعود
Sada Saoud
السرطان
Sheratan
العقرب
Acrab
الشولة
Alasha
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق